الزائر الابيض




في شتاء إسطنبول لهذا العام جاء الزائر الأبيض الذي عهدته في هذا الوقت من كل عام، استمر لعدة أيام، كان يهطل كأنه قطن ناصع البياض، كان يهطل فوق الأبنية والطرقات والأرصفة، وفق العشب والاشجار فاكتست المدينة بالبياض وأصبحت أشبه بلوحة فنية رسمت بيد أمهر فنان.


احتفل به الكبار والصغار خرج الأطفال للعب والتزحلق وعمل الرجل الثلجي. اما انا ففي حضرة هذا الزائر لم أكن احبب الخروج من المنزل كثيرا، فهو قد اصطحب معه انخفاض في درجات الحرارة، كنت أفضل ان أقف امام نافذتي واشرب كوب من الشاي الدافئ وارقب لعب وضحكات الأطفال والكبار وتراشقهم بالثلج، ولكن أكثر ما كان يشدني منضر بعض الجارات في العمارات المقابلة لنافذتي، كن يضعن الخبز والحبوب على حافة النافذة رحمتاً بالطيور التي لا تجد طعاما في هذا الثلج. وكم استوقفني منظر أولئك الأخوة الثلاثة عندما رايتهم مجتمعين وسط الشارع اقتربت منهم لأرى وإذا بقطه ترتجف دخل البرد الى عظامها، بدئوا بالتودد لها ثم خلعت اختهم  وشاحها ولفته على القطه ثم حملوها وذهبوا الى منزلهم.
 وتبادر لذهني حينها حديثه صلى الله عليه وسلم: (الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا اهل الأرض يرحمكم اهل السماء).

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

5 طرق لتعطير خزانة الملابس

ما هو السموذي