اميري الصغير

هناك في سرير ابيض انيق يكتسي بشراشف بلون السماء، يتسلل منه بين ارجاء المنزل نغمات صوت عذب رقراق يملئ قلبي عذوبة ونقاء، في ذلك السرير امير صغير تملأ البراءة تقاسيم وجهه الصغير، رقيق الملامح يشع في الروح البهجة والطمأنينة، رائحته كرائحة نسمات الفجر التي ولد معها في يوم من أيام أيلول. عندما اقترب من ذلك الأمير تبدأ يداه الصغيرتان بالتلويح لي، وتتسع حدقتا عينية المتلألئتين فرحا، وتشرق على وجهه الملائكي ابتسامة لا تشبهها أي ابتسامة، مليئة بالطهر والنقاء، عندها ينتشي قلبي وتمتلئ روحي بأحاسيس يعجز قلمي عن وصفها، لا اعرف ماهي ولكن قد تكون هذه هي احاسيس الأمومة.
مع اول صرخة اختلط الألم مع الفرح، وما ان
حملته وقبلته وشممت رائحته حتى أصبحت كل تلك الآلام نعيما ً، يا الله كم نعمتك على
عظيمة فعلا كما قالت ماري (الأمومة أعظم هبة خص الله بها النساء).
عندما يستيقظ يبدا بالبكاء وكانه يقول امي
استيقظت اريدك بقربي، لا اطمئن الا بحضنك، لا تمل عيني من النظر الية، وما اجمل
يداه الصغيرتان عندما تخمش وجنتي صدق من قال: و خمشاتهـم في وجنــة الأم لذّةٌ، اما اذا عندما
بدا بالمناغاة فكان ذاك اليوم كانه العيد بالنسبة لي، أتطلع للمستقبل متي يمشي متى
يقول كلماته الأولى كل يوم له زاخر بالمفاجئات لنا، عندما ينام اشتاق له
وأتمنى لو ان جفوني تكون غطاءً له.
بعيدا عن هذه الاحاسيس الجميلة ان تصبح اما
ليس بالشيء السهل، وليس بالصعب في نفس الوقت، كنت أتصور ان أي شيء لم يتغير بوجود
الأمير الصغير لكن حدث العكس، شابت بعض الفوضى نظام حياتي، ولكن مع الوقت بدئت
اتعلم بعيدا عن تجارب الاخرين فلكل ام تجربتها وليس كل الأطفال متشابهين، فلكل طفل
نظامه الخاص، ولكل ام اسلوبها في التعامل، فما أكثر النصائح التي سمعتها كل ام
تحكي تجربتها والمشكلة ان نصائحهم دائما متعاكسة، احداهن تقول لي دفئيه هذا رضيع
يحب الدفيء، والأخرى تقول سوف تمرضيه بكثرة الملابس خففي له، هذه احدى النصائح المتعاكسة.
تعلمت ان ليس كل صراخ الطفل يعني الألم او جوع قد يكون يريد امه ان تكون بجانبه
تتحدث معه، تعلمت ان أنظم وقتي، واوازن بين اعمال البيت وطفلي، ان تصبحي اما ليس
عليك ان تهملي نفسك او حياتك الاجتماعية، ان اهتمامك بنفسك وصحتك وكل النشاطات
والهوايات التي تقومين بها تعود بالنفع عليك وعلى طفلك، فطفلك بحاجة ان يرى ويشعر
بان امه سعيدة. أطفالنا بحاجة كبيرة لان نقرأ كتب التربية ونتعلم أساليب التربية
الصحيحة، فلكل عصر تحدياته ومشاكله.
بعد ان أصبحت اما أدركت فضل ابوي على وكيف
منحاني جبالاً من الحنان والمحبة، فيا رب احفظهما كما ربياني صغيرا، اما انت يا
اميري يا شيئاً مني وبعضا من تفاصيل من أحب، ادعو ربي ان يريني فيك ما يسر، ويكف
عنك ما يضر، وان تكبر بأمان وسلام، الحمد لك يا ربي سرا وجهرا، يوما ودهرا على
نعمتك علي.
لقرائة التدوينه على موقع هاف بوست عربي اضغط هـنا
لقرائة التدوينه على موقع هاف بوست عربي اضغط هـنا
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليق